Thursday, June 14, 2007


المحمول والمجهول
ما زال المحمول يثير جدلاً واسعًا بين الأوساط العلمية المختلفة، فقد أشارت دراسة أمريكية جديدة بقيادة الباحث "هنري لي" في جامعة
واشنطن الأمريكية إلى أن الأمواج القصيرة جدًّا (الميكرو ويف) تزيد من إفرازهرمون داخلي من زمرة الكورتيزول، كما يمكن أن تطلق المورفين الداخلي.
وتؤكد نتائج هذه الدراسة تأثير الهواتف النقالة في كيميائية الخلايا الحية، كما تشرح لماذا تجد حيوانات التجارب صعوبة في التعلم؛ وذلك لأن إفراز هذا الهرمون مرتبط بالتعرض لنوع من التأزم الداخلي، سواء عن طريق ارتفاع درجة الحرارة أو الألم. كما أشار الباحث جون تيترسيل من بريطانيا إلى أن الهواتف النقالة تؤثر في كهربائية الدماغ لفترة زمنية قد تطول أو تقصر حسب المدة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان للأمواج القصيرة، واستناداً إلى هذه الدراسة منعت بعض الشركات استخدام الهواتف النقالة لدى المهن التي تحتاج إلى تركيز كبير ومستمر.
السرطان والمحمول
وحدث تضارب كبير في الآراء حول تأثيرات الهواتف النقالة على الجسم في الفترة الأخيرة، فقد فشلت ثلاث دراسات جديدة أجريت على الفئران في إثبات وجود علاقة بين سرطان الدماغ واستخدام الهواتف النقالة، رغم أن إحدى المجموعات بينت سابقاً أن نسبة حدوث السرطان تزداد بمعدل الضعف لدى حيوانات التجارب.
ويبدو أن النتائج الجديدة شجعت بعض العلماء على التحدث عن دراسات سابقة لم تنشر في المجلات العلمية، فقد زعم فريق علمي بقيادة "وليام روز" في مركز الطب البيطري في "لوما ليندا" بولاية كاليفورنيا الأمريكية أن الأمواج القصيرة يمكن أن تقلل نسبة حدوث السرطان، لكن الدراسات أثبتت أنها نتائج خاطئة، بل أشارت هذه الدراسات إلى أن نسبة حدوث السرطانات اللمفاوية والدماغية يمكن أن تزداد بشكل واضح لدى الذين يستخدمون الهاتف النقال لأكثر من 20 دقيقة دفعة واحدة في كل اتصال.
وقد يؤدي تباين النتائج بين الدراسات إلى تكهنات كثيرة ،منها الخطأ العلمي أوالإحصائي أو استخدام عدد قليل من الحيوانات؛ حيث لا تظهر صورة واضحة للنتائج، أويمكن أن تعود ببساطة إلى نتائج موجهة، خاصة أن بعض الدراسات تتم من قبل الشركات المصنعة للهواتف النقالة.فقد ذكرت الدراسات الحديثة في المعهد الوطني للعلوم الفيزيائية في بريطانيا أن تأثير الهواتف النقالة على الدماغ يختلف من جهاز إلى آخر، كذلك يختلف حسب وضعية الهوائي المعلق في الهاتف، فتكون التأثيرات أقل إذا كان الهوائي مرفوعًا، وبينت الدراسات أن استخدام سماعة الأذن التابعة للهاتف النقال قد تقلل من وصول الأمواج إلى الدماغ بمعدل 90 في المائة؛ لذلك ينصح باستخدام السماعة.
المحمول والدماغ
تشير دراسة أسترالية حديثة قام بها كل من الدكتور "هوكينج" والدكتور "ويستر مان" إلى حدوث اضطرابات عصبية في أحد المرضي نتيجة لاستخدام المحمول لفترة طويلة ؛ مما تسبب في فقدان الإحساس بصفة دائمة في الجانب الذي تعرض للمحمول.
إلا أن هناك دراسات بريطانية بقيادة "ألان بروك" من جامعة بريستول تشير إلى أن تعريض الإنسان للهاتف النقال لفترة زمنية محددة يزيد من سرعة استعادة المعلومات من الدماغ على المدى القصير، وكانت هذه النتيجة غير متوقعة؛ إذ وجد أن استجابة الناس لأسئلة مطروحة على الكومبيوتر أفضل لدى مستخدمي الهواتف النقالة بنسبة 4 في المائة.
وعلق الأطباء على أن نتائج الدراسة الجديدة لا يسقط احتمال أن يقود استخدام الهواتف النقالة إلى الأعراض الجانبية المذكورة أعلاه، فسرعة استدعاء المعلومات تعود إلى سرعة السيالة العصبية أو التيار الكهربائي في القشرة الدماغية، خاصة في المناطق المسئولة عن اللغة والإبصار.
ومن الدراسات غير المتوقعة حول تأثير الهواتف النقالة على الجسم، دراسة "ديفيد بوميرايا" وفريقه العلمي في جامعة نوتنغهام البريطانية، الذي سلط الأمواج القصيرة جدًّا على نوع من الديدان الصغيرة المعروفة للعلماء من الناحية الفيزيولوجية والتشريحية، ووجد أن الأمواج تزيد من نموها بمعدل 5 في المائة، مقارنة بالديدان الأخرى، وهذا يعني أن الهواتف النقالة يمكن أن تزيد من الانقسام الخلوي، وبالتالي مخاوف حدوث السرطان

No comments: